من يقرأ مقالاتي؟ّ!

أنواع القراء

حديثي اليوم مع المدونين – أو من هو على وشك ذلك!-، ولست أعني من السؤال في العنوان أن يُجيب عليه أحدكم ويقول: أنا! بل التساؤل هو ما يُفترض أن يكون لسان حالي وحالكم أيضًا، هل سبق أن سألتم أنفسكم: “من يقرأ مقالاتي؟” و”ما الصلة التي تربطني بهم؟”.

قبل أن نقوم بعملية تشريح القراء! – لا تلوذوا بالفرار؛ فأنا لست طبيبًا في كل الأحوال!- لابد لنا معرفة أن الطريقة الأساسية لضمان نجاح مدونتكم هو التفاعل مع القراء. وفي رأيي الشخصي، أفضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال التعليقات. بمجرد أن كتبتم تعليقكم الأوّل، حينها يُمكنكم بناء علاقة طيّبة – أو غير طيبة!- مع القراء. وطريقة الحصول على تعليق القارئ هي طرح سؤال مقنع يحترم عقليته.

لنعود إلى التشريح – قلتم لي أين المشرط؟!- هناك أنواع مختلفة للقراء.

أ. قرّاء .. لمجرد القراءة

وَهُمْ قُرَّاء اكتشفوا مدونتكم بطريقة ما، وأعجبتهم، لكنهم لم يقوموا بكتابة أي تعليق. وربما أيضًا لم يشتركوا بمدونتكم، وإنما يقومون بزيارتها فقط عند وجود موضوع ذا أهمية بالنسبة لهم.

ب. الأهل والأصدقاء

إنهم أول الداعمين لكم. حتى وإن لم تحتوِ مدونتكم على أي مقال مهني وجيد في محتواه، تجدونهم يتواصلون عبر التعليقات وكأنه التزام.

ج. المُعْجَبُون

أولئك الأحباب، كانوا في البداية من الصنف الأول، مجرد قُرَّاء، وأحبُّوا مدونتكم. واشتركوا بنشرتها البريدية، وقاموا بالتعليق، ودائمًا متابعين لكم، وهم بانتظار كل جديد منكم. هؤلاء المخلصين يبذلون قصارى جهدهم لإيجاد متابعين جُدُد لكم. واعلموا أن أفضل متابعين لكم، هم أكثرهم اهتمامًا بالنقاشات في التعليقات.

هناك علاقة وثيقة تربط بينكم وبين هذه الفئة من القراء. إذا كنتم ترغبون في قارئ يدعمكم ويشجعكم، اذهبوا إلى موقعه أو مدونته – إن لديه- واتركوا تعليقًا يكشف عن بصيرتكم وإدراكهم لما يقوم هو بنشره. والعلاقة بين القارئ والمُدوّن أو الكاتب التي تُبْنَى بهذه الطريقة من أقوى ما يبني علاقات الودّ بين الأشخاص.

هل نُكْمِل؟ – من قال أنني انتهيت بعد؟- حسنًا، لا تزال هناك أنواع أخرى من القراء، وهم أخطر مما سبق ذكرهم.

د. المُؤثِّرُون

أيضًا من المُعْجَبِين، مع إضافة واحدة صغيرة. أنهم شخصيات كانت سببًا في التأثير على كتاباتكم. لذا، عند قيامكم بكتابة مقال عميق، ستجدون أن المُعْجَبين سُيشاركونه مع الآخرين، بينما المؤثرون سيُواصلون المهمة. ربما الأمر لن يستوعبه سوى من أدرك ذلك. باختصار، إنهم يُقدِّمُون لك الحافز في محاولة منهم للبقاء على محتواك عالي الجودة.

هـ. المُتَأثِّرُون

القُرَّاء المُتَأثِّرون يجدوكم عاملًا مؤثِّرًا فيهم من خلال منشوراتكم. إنهم يشعرون بأنهم مجبورون على اختياركم كمُتَابَعِين. ولتوضيح الفارق سريعًا بين المُؤثِّر والمُتأثِّر – والحديث يطول في هذه النقطة- أنه إذا كان الشخص المُؤثِّر قد نشر مقالكم، فإن المُتَأثِّر بحاجة لمُشاهدة المزيد من الضجة حول ذلك المقال! هو يُحب ذلك.

و. المُراقِبون

بالطبع طالما ذكرت المُراقبين، فستتخيلون أحدهم يقرأ مقالكم ويُضيّق عينيه عند قراءة كل سطر، واضعًا يديه أسفل ذقنه على غرار ستيف جوبز! لكن الأمر ليس بالأحرى أن يكون كذلك.

المُراقب قد يكون مُنافسًا لكم – حتى وإن كان في مجال التدوين فقط-، أو أحد عُملائكم المُحتَمَلِين، أو أحد زبائنكم. ولكونه مُراقب، فإنه ذكيًا بما فيه الكفاية لإدراكِ وتحديد إلى أي مدى بلغ التنافس فيما بينكم، وأن يشعر بما يشعره الآخرين من القراء، مستندًا إلى التعليقات والنقاشات.

ومن المُراقِبين صنف واحد غير ذكي على الإطلاق – أظنه صاحب العين الضيقة!- وهو من يبحث عن الكبوة! يقرأ لمجرد البحث عن أخطاء ومن ثَمَّ التعليق بالسبِّ والشتم أو التجريح، وهذا بالضرورة لابُدّ أن يكون مُنافسًا لكم، سواء لموقعكم، أو لشخصكم، أو حتى لمجرد رفضه لفكرة المقال.

حتى لا أطيل في هذا النوع من القُرّاء، إن كان القارئ المُراقب هو أحد عملاءك الحاليين أو المتوقعين، وكان راضيًا عن النتيجة، يُمكنه أن يكون يثق بكم تمامًا وبكتاباتكم – أو منتجكم- فيما بعد.

ز. الهائمون!

تركتهم للنهاية لغموض وجهتهم، هؤلاء القُرّاء يبحثون عن شيء ما. ثم وجدوه، بعد ذلك؟ ربما يقرؤونه وربما يتركونه! والأسوأ، أنهم ربما لا يعودون – أبدًا!- إلى موقعكم لزيارته مرة أخرى.

كل من يقرأ مقالاتكم هم أُناس وجدوا أن ما قدمتموه فيه ما يكفي لجذب اهتمامهم. وبالفعل ليس لديكم أي وسيلة للتعرف عليهم جميعًا، لكن من بين كل هؤلاء القراء، كل من هو مُعجب بكم، سيظل هو عميلكم الأخير.

كل المدونين يبحثون باستمرارِ عمّا يجعل مقالاتهم فيها نوعًا من الاختلاف والتَّنَوُّع الإيجابي، ونتيجة لذلك سيحصلون على قراء جُدُد. والسَّبيل الوحيد – على الأقل بالنسبة لي- لكي تُحْدِثَ فارقًا لدى القراء هو مُشاركة أفكارك وقُدراتك الخاصة، ومعلوماتك المفيدة، من خلال محتوى قوي. هذه هي القِيَم الأساسية لدي ولدى العديد من المدونين، تعلمناها كالأطفال خلال حياتنا الصغيرة على الإنترنت – لا أعتقد أن أحدكم سيتجاوز عمره الرابعة عشر!.. أعني على الإنترنت!-.

قبل أن أنتهي، لدي نصيحة لكل يزاول هذه المهنة على حدى: سواء كنت مُدوّن، أو كاتب، أو حتى صحفي، اعلم أن من يصنع نجاحك في هذا المجال بعد توفيق الله عز وجل هُم القُرَّاء، وليس الكُتَّاب. وإذا كنت تكتب مقالات تسويقية لشركة أو لخدمة. قراءك هم زبائنك – وعملاءك- في هذه الحالة.

تعليق واحد

اترك رد